بسم الله الرحمن الرحيم
هذه المشاركة فيها العظة والعبرة سمعتها من ملف صوتي من فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن العشماوي وفقه الله... وأسأل الله أن ينفع بها
كلمات من نور قال أبو يوسف حدثني إسماعيل ابن أبي خالد عن زيد بن الحارث قال:
لما حضرت أبا بكرٍ رضي الله تعالى عنه الوفاة أرسل إلى عمر يستخلفه.
فقال الناس: أتستخلف علينا فظا غليظا لو قد ملكنا كان أفظ و أغلظ فماذا تقول لربك إذا لقيته وقد استخلفت علينا عمر بن الخطاب قال: أتخوفونني بربي أقول: اللهم أمّرت عليهم خير أهلك ثم أرسل إلى عمر فقال: إني أوصيك بوصية إن حفظتها لم يكن شيٌ أحب إليك من الموت وهو مدركك وإن ضيعتها لم يكن شيءٌ أبغض إليك من الموت ولن تعجزه إن لله حقا في الليل لا يقبله في النهار وحقا في النهار لا يقبله في الليل وإن الله لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم وحُقَ لميزانٍ لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفا وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الحق في الدنيا وثقلهِ عليهم وحُقَ لميزانٍ لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا فإن أنت حفظت وصيتي هذه فلا يكونن غائب أحب إليك من الموت ولا بد لك من وإن أنت ضيعت وصيتي هذه فلا يكونن غائب أبغض إليك من الموت ولن تعجزه , يا ابن الخطاب إني إنما استخلفتك نظرا لما خلفت ورائي وقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت من أثرته أنفسنا على نفسه وأهلنا على أهله حتى إن كنا لنظلَ نهدي إلى أهله من فضول ما يأتينا منه وقد صحبتني فرأيتني إنما اتبعت سبيل من كان قبلي والله ما نمت فحلمت ولا توهمت فسهوت وإني لعلى السبيل ما زغت وإن أول ما أحذرك يا عمرُ نفسك , إن لكل نفسٍ شهوة فإذا أعطيتها تمادت في غيها وأحذرك هؤلاء النفر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين قد انتفخت أجوافهم وطمحت أظفارهم وأحب كل أمريء منهم لنفسه وإن لهم لحيرةً عند زلة واحد منهم فإياك أن تكونه وأعلم أنهم لم يزالوا منك خائفين ما خفت الله تعالى ولك مستقيمين ما استقامت طريقتك هذه وصيتي وأقرأ عليك السلام.